كفى بقلم الشاعر. محمد الديلي الفاطمي - مجلة جواهر الشعر والشعراء

الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

كفى بقلم الشاعر. محمد الديلي الفاطمي

 كَـــــــــــــــــــــــفــــــــــــــــى

كفى فَهذا الأَسى قدْ صارَ يَكْفينا***وكَيْــــفَ تَقْبلُ بَيْعَ العِرْضِ أَيْديـــــنا؟

إنَّ الحقائِقَ في الآفاقِ قدْ ظَهرَتْ***والبُؤْسُ أَصْبَحَ بِالأَوْجاعِ يَـــــــسْقينا

صِرْنا ضِعافاً وَلمْ نَشْعُرْ بِنَكْسَتِنا***كَاَنَّما الجَهْلَ قدْ أَعْــــــــــــــمى مَآقينا

نُمْسي وَنُصْبِحُ والأَوْجاعُ تَنْهَشّنا***وَلَيْـــسَ يوجَدُ منْ بالعَدْلِ يَحْــــــــمينا

تَغَلْغَلَ الجُبْنُ في أَهْلي فقَهْقَرَهُمْ***وَمِنْ تَمَلُّقِـــــــــــهِمْ زادتْ مآســــــــينا

////

يا عارِفاً دَهْرَهُ يَكْفيكَ ما يَقَعُ***منَ الجــــــرائِمِ فالإِرْهابُ يتَّــــــــــــــسِعُ

دارَ الزَّمانُ علينا واسْتَبدَّ بِنا***حُبُّ الحياةِ وَحُبُّ المالِ والطَّـــــــــــــــمَعُ

يَكادُ يُقْرَأُ ما يَجْتاحُ أُمَّــــتنا***وَكُلُّنا صوْبَ ســــــــــوءِ الحالِ نَــــــــنْدَفِعُ

نَجْري وَنَلْهَثُ والأَيَّامُ مُسْرِعَةٌ***وَلَيْسَ يَقْنعُ مَنْ أَوْدى بِهِ الجَـــــــــــــشَعُ

وأنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ النَّاسَ في وَطَني***نامَتْ عَزائِمُهُمْ مِنْ بَعْدِما وَقَــــــــــــعوا

////

يا وارِداً سوءَ عَيْشٍ جاوَزَ الكَدَرا***إذْ صارَ كَالنَّتْنِ إِنْ أَخْفَــــيْتَهُ ظَهَــــرا

لا يَرْتَقي اليَوْمَ إلاَّ عاقِلٌ فَطِنٌ***ولا يَنالُ العُــــــــلى إلاَّ مَنِ ابْتَـــــــــــكَرا

وَإنْ سَقى الغَيْثُ أَرْضاً مِنْ مَواطِرِهِ***مَنْ شاءَ فالْيَجْنِ مِنْ خَيْراتِها الثَّمَرا

مَنْ حَرَّرَ العَقْلَ بالتَّفْكيرِ دامَ لَهُ***صَفْواً وقَدْ وَجـــــــــــدوا مِنْ بَعْدِهِ الأَثَرا

لا يَنْهَضُ العَقْلُ إلاَّ بعْدَ صَحْوَتِهِ***كَالغيْثِ إنْ صَبَّ أَحْيا النَّجْمَ والشَّـــجَرا

////

ساءَتْ بِأُمَّتِنا الأَخْلاقُ والقِيَمُ***واجْـــــتاحَ مَــغْرِبَنا الإِمْــــــــــــلاقُُ وَالأَلَمُ

وَقدْ رأَيْتُ ضِعافَ النَّاسِ في وَطَني***مِنْهُمْ صَقيعُ الجـــــوعِ يَنْتَـــــــــــقِمُ

تَبْكي الصَّويرَةُ ما عانَتْ وَحَقَّ لها***أنْ تُدْرِفَ الدَّمْعَ والمَأْساةُ تَحْـــــــتَدِمُ

عَمَّ البَوادِيَ فَـــقْــترٌ فاسْتَبَـتـدَّ بِها***لَوْلا التَّسَلُّـطُ ثـــارَ النَّاسُ كُـلُّـهُـــــــمُ

لا يَخْـتَـفي الفَقْرُ إلاَّ بِاسْـتِـقامًـتِـنا***بِذاكَ أَخْبَرَنا القِـرْطـاسُ والقـــــــلَـــمُ

////

ماذا سنَفْـعَــلُ والأَقــوامُ جُـــهَّـــالُ***كَأَنَّما البُــــــؤْسُ بِالظَّـلْـماءِ هَــطَّــالُ

عادَ الفَـــــسادُ بِنا خَـلْـفاً فَأَغْرَقَـنا***تَحْتَ الكَسادِ وَسوءُ الحالِ أَشْــــــكالُ

وَراعَنا مِنْهُ رِجْسٌ طالَ مَغْرِبَنا***وَاجْــتاحَنا في غِــيابِ العَـدْلِ إِهْــــــمالُ

وَكَيْـفَ أَسْـتُـرُ سوءَ الحالِ في وَطني***والنَّهْبُ طاغٍ وَسوْطُ القَمْعِ صَوَّالُ؟

إنَّ الشُّـعوبَ إذا ما الحُكْمُ أَفْسَدَها***طَغى اللُّصوصُ بِها والجَــــهْلُ وَالمالُ

////

دَعْني أُفَكِّرُ في سوريا وَفي اليّمنِِ***وَكَيْفَ أَصْبَحَ حالُ النَّاسِ في زَمَنــي؟

تَجاهَلَ العَرَبُ الأَرْحامَ فَانْحَرَفوا***مِنْ بَعْدِما غَـــــرِقوا في الوَيْلِ والمِحَنِ

وَأَصْبَحوا أُمَماً تَحْيا بِلا نَسَبٍ***والوَضْعُ يَعْكِسُ حَجْمَ العَجْزِ في وَطَنــــي

أَلَمْ تَرَ العَرَبَ الجُهَّالَ ما ارْتَكَبوا***مِنَ الجرائِمِ باسْمِ الدّين في الفِـــــــتَنِ؟

يُريكَ مَنْظَرُهُمْ أَسْرارَ مَخْبَرِهِمْ***وَالعَجْزُ يُظْهِرُ ما بِالــقـــوْمِ مِنْ وَهَــــنِ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *