لست نبيا
............
ولأني من بسطاء القوم
أعيش الواقع ليل نهارْ
أسمع سوط الباطل دومًا
يجلد ظهر الحق جهارْ
يبني حول الرحمة بئرًا
يجرع منه العامة نارْ
يقتل طفلاً يحرق أرضًا
يقطع من أشجاري ثمارْ
غاب العدل وساد الظلم
وعاد زمان الجهل مسارْ
بُدِل مـاء النهـر سمومًـا
تُحـدِث بـالأكبـاد دمــارْ
ريـح تعصـف بالضعفـاء
ومزن الغيث بدى إعصارْ
لطفًـا يــا رحمـن أغثـنا
مات الزرع وجف الضرع
وسيل الدمع جرى أنهـارْ
طال الليل وغاب الفجر
ونور الشمس توارى وحارْ
سافر عقلي في بستان
الغائب قصرًا دون خيارْ
أحلـم كي أتوهـم أنـي
أبحر ليلاً دون بحار
حط الركب وهام العقل
ومذق حبل الوصل وطارْ
هل سيعود العقل نبيًا
أم يتعـلل بالأعـذارْ
من للواقع يكتب شعـرًا
يصدق وعدًا يمسح دمعًا
يجعل من أوجاعي سوارْ
من سيعطل حد السارق
حين مجاعة أو إقطار
من يتحرر من رجعية
أو جهمية أهل النار
يذكـر مـن آلام الأمـة
ما للأمـة خان وجار
يضع اللبنة فوق اللبنة
ينشئ صرح المجد عمار
يرسم أمنيات القادم
يضرب حول الليل جدار
يبني صرحًا يرفع علمًا
يجبر خاطر من ينهار
يعبر ذاك الليل الداجي
يسرج نور الدرب منار
أشكو آلمي من أحزاني
أغزل من أوجاعي إزار
لا تتعـذر نـم وتـدثـر
وافرض يا جلاد الملك
بسوط القهر علينا حصار
موسى وحدالله يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق